وابن سميّة يقبّح آثاري ويعرّض بعمّالي؟ لقد هممت أن آتي بقسامة من قريش يحلفون أنّ أبا سفيان لم ير سميّة قطّ، فقال زياد للرجل: ما قال لك؟ فأبي أن يخبره، فأحلفه فأخبره، فشكا ذلك زياد إلى معاوية، فأمر حاجبه بضرب وجه دابّة ابن عامر إذا حضر بابه، ففعل، فقال ابن عامر:
ليس الرأي إلاّ إتيان يزيد، فأتاه فشكا ما فعل به، فقال يزيد: لعلّك ذكرت زيادا، فقال: نعم، فركب معه يزيد حتّى أدخله على معاوية، فلمّا رآه معاوية قام فدخل، فانتظراه فأبطأ ثم خرج وفي يده قضيب يضرب به الأبواب ويتمثّل:
لنا سياق ولكم سياق … قد علمت ذلكم الرفاق
ثمّ قعد فقال لابن عامر: أنت القائل في زياد ما قلت؟ والله لقد علمت العرب أنّي كنت من أعزّها في الجاهليّة وما زادني الإسلام إلاّ عزّا، وأنّي لم أتكثّر بزياد من قلّة، ولم أتعزّز به من ذلّة، ولكنّي عرفت حقّا فوضعته موضعه، فقال: يا أمير المؤمنين نرجع إلى ما يحبّه زياد، فقال: إذن نرجع لك إلى ما تحبّه، فخرج ابن عامر إلى زياد فترضّاه.
حدثني بسّام الحمّال حدثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفد أبو بكرة مع زياد إلى معاوية، فقال: يا أبا بكرة، حدّثني بشيء سمعته عن النبي ﷺ، فقال: كانت الرؤيا الحسنة تعجب رسول الله ﷺ، فقال ذات يوم: «أيّكم رأى رؤيا؟ فقال رجل:
أنا رأيت كأنّ ميزانا دلّي من السماء فوزنت فيه وأبو بكر فرجحت بأبي بكر، ثمّ وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ثمّ وزن عمر وعثمان فرجح عمر بعثمان، ثمّ رفع الميزان، فقال النبيّ ﷺ: تكون خلافة نبوّة ثمّ يؤتي الله