للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك من يشاء»، فقال: فأمر فزخّ (١) في أقفيتنا فأخرجنا، فقال زياد:

لا أبالك أما وجدت غير هذا الحديث؟! ثمّ دعا معاوية بأبي بكرة فسأله عن الحديث فحدّثه به، فأمر بإخراجه وقال: أتقول الملك، قد رضينا بالملك.

المدائني قال: قال معاوية: ضبط زياد العراق بالسيف، وضبطت العراق والشام والحجاز واليمن بالحلم.

وجمع معاوية لزياد البصرة والكوفة في سنة خمسين حين مات المغيرة بن شعبة.

المدائني: أنّ زيادا أمر أن لا يباع القتّ (٢) إلاّ وزنا، فسأل غلاما له عن قتّ اشتراه فقال: أخذته كذا وكذا حبلا بدرهم، فتنكّر وركب إلى أصحاب القتّ فقال لرجل منهم: كيف تبيع القتّ؟ قال: كذا وكذا حبلا بدرهم، قال: أولم يأمر الأمير ببيع القتّ وزنا؟ فقال: أوكلّ ما يأمر الأمير به أطعناه فيه؟! فقطع يده، فلم يبع إلاّ وزنا (٣).

المدائني، قال: بعث غالب أبو الفرزدق معه بحلوبة من البادية فباعها وأقبل يصر ثمنها، فقال له رجل: لو كان مكانك رجل أعرفه ما صرّ الدراهم كما تصرّ، قال: ومن هو؟ قال: غالب بن صعصعة، فنثرها الفرزدق فانتهبها الناس، وصاح به صائح: ألق رداءك يا بن غالب فألقاه وصاح صائح آخر: ألق قميصك فألقاه، وبلغ ذلك زيادا فقال: هذا أحمق يضري الناس بالنهب، فطلبه فلم يوجد، فلمّا قال الشعر في معاوية بسبب


(١) - أي دفعنا وهو مغضب. انظر القاموس.
(٢) - القت: الفصفصة الرطبة من علف الدواب. معجم أسماء النبات.
(٣) - بهامش الأصل: «الفرزدق».