الكافر ولا تورث الكافر من المسلم، فأرسل زياد إلى شريح (١) يأمره بذلك، وكان شريح لا يفعله قبل ذلك، ولا يرى أن يتوارث ملتان، فكان إذا قضى به قال: هذا رأي أمير المؤمنين.
قال هشيم أخبرنا إسماعيل عن الشعبي بمثله وقال: لمّا قضى معاوية بذلك قال عبد الله بن معقل: ما حدث في الإسلام حدث بعد قضاء أصحاب رسول الله ﷺ أعجب إليّ منه.
المدائني قال: أمر زياد شريحا بأن يورث المسلم من الكافر فقضى بذلك وقال: هذا رأي زياد، فقال قوم من الفقهاء: لقد أحسن، فقال شريح: سنّة رسول الله ﷺ أحسن.
وحدثت عن شعبة عن حصين عن إبراهيم قال: أوّل من لم يتمّ التكبير زياد، واستخلف شريحا فكان لا يتمّ التكبير، فمشى إليه علقمة وأصحاب عبد الله بن مسعود فقالوا: ما هذا؟ فقال: استخلفني رجل كرهت مخالفته.
المدائني عن القلافلائي عن محمّد بن سيرين قال: قدم شريح مع زياد الكوفة فقضى بالبصرة، فكان زياد يجلسه إلى جنبه، وقال: إن حكمت بشيء ترى غيره أقرب إلى الحقّ فأعلمني، فكان زياد يحكم فلا يردّ عليه شريح شيئا.
حدثنا محمّد بن الصبّاح البزّاز حدثنا هشيم أنبأنا مجالد عن الشعبي قال: أثنى شريح بن الحارث على زياد، فقال له شريح بن هانئ الحارثي:
أمثلك يثني على زياد؟ فقال: إنّه لو ولاّك ما ولاّني لأثنيت عليه.