المدائني قال: رأى زياد وهو على المنبر امرأة على سرج فقال:
أفعلتموها وكتب إلى عمّاله على الأمصار في منع النساء من السروج، وأن لا توجد امرأة على سرج إلاّ اشتدّ عليها.
المدائني قال: بينا زياد يسير بظهر الكوفة إذ رأى امرأة تهدج على عير لها فقال لها: من أنت؟ قالت: حرقة بنت النعمان بن المنذر، قال: ما كان أغلب الأشياء على أبيك؟ قالت: محادثة الرجال والإفضال عليهم، وأنشدته:
وكنّا ملوك الناس والأمر أمرنا … نحكّم فيهم ثمّ لا نتنصّف
فما برح العصران إلاّ وحالنا … تقلّب فيهم تارة وتصرّف
فأمر لها بمائة دينار ووسقا من طعام وقال: إذا تقارب فناؤه فاعلمينا فقالت: جزتك يد افتقرت بعد غنى، ولا أعطتك يد استغنت بعد فقر.
المدائني قال: سأل مولى لفاختة بنت قرظة أن يكتب له معاوية كتابا منشورا بأن يخلى له سوق الطعام بالبصرة، فلا يبيع فيها أحد غيره حتّي يخرج ما في يده منه، فكتب له بذلك وقال له: ويحك إنّي أحذّرك زيادا، فلمّا منع الناس من بيع الطعام غلا السعر، فركب زياد وهو شارب دواء، فوجده على سطح وهو يناول الدنانير والرقاع بالقصب. فأمر به فأنزل، فقال: إنّ معي كتاب أمير المؤمنين، فقال: اقطعوا يده، فقطعت يده، ثمّ قال:
ادفعوا إليه منشوره ويده، فرجع إلى معاوية فقال له: قد نهيتك وحذّرتك فأبيت.