للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودعا به زياد فقال: أخلي سبيلك على أن تنفي ابن خليفة من الكوفة فينزل بالجبلين، فقال: نعم، فلحق عبد الله بالجبلين، وقال له عدّي: إذا سكن غضبه كلّمته فيك.

وقال الهيثم بن عديّ، قال زياد لحجر حين أدخل اليه: أتريد أن تنجو بعد أن أمكن الله منك؟! فقال: أنا على بيعتي لم أنكثها ولم استقلها، ولم آتك إلاّ على أمان، قال: يا دبر بن الأدبر (١) والله إن كنت في حربك لسلما وإنك في سلمك لحرب، ثمّ حبسه.

وروي أنّ المغيرة لمّا شتم عليا وقام إليه حجر بن عديّ قال له: والله لئن عدت لمثلها لأضربنّ بسيفي هذا ما ثبت قائمه في يدي، فكتب المغيرة بذلك إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: إنّك لست من رجاله فداره، فقال زياد: يا ابن الأدبر أتظنّ أنّي كالمغيرة إذا كتب أمير المؤمنين إليه بما كتب به فيك؟ أنا والله من رجالك ورجال من يغمرك رأيا وبأسا ومكيدة؛ وكان زياد قد كتب إلى معاوية في حجر إنّه وأصحابه يردّون أحكامي وقضاياي، وكتب يستأذنه في قتله، فكتب إليه: ترفق حتّى تجد عليه حجّة، فكتب إليه: إنّي قد وجدت على حجر أعظم الحجّة: خلعك وشهد الناس عليه بذلك. وكان رجل من بني أسد قتل رجلا، كان من أهل الذمّة فأسلم، فقال زياد: لا أقتل عربيّا بنبطيّ، وأمر القاتل أن يعطي أولياء المقتول الدية فلم يقبلوها، وقالوا: كنّا نخبر أنّ دماء المسلمين تتكافأ، وأن لا فضل لعربيّ على غيره؛ فقام حجر وأصحابه، فقال حجر: يقول الله ﷿


(١) - الأدبرجد حجر، قيل اسمه عدي، وقبل جبلة، وإنما سمي الأدبر لأنه طعن موليا. الحسين بن علي وحجر بن عدي لابن العديم - ط. دمشق ١٩٨٩ ص ١٣٦ - ١٣٧.