يا حجر يا ذا الخير والحجر … يا ذا النوال ونابه الذكر
وقال أبو مخنف: قالت امرأة معاوية، ورأته قد أطال الصلاة:
ما أحسن صلاتك يا أمير المؤمنين، لولا أنّك قتلت حجرا وأصحابه، فقال:
أنّهم فعلوا وفعلوا.
قال: وأحسن معاوية صلات القوم القادمين بحجر، وولّى مصقلة طبرستان. وقوم يزعمون أنّ مصقلة لم يشهد على حجر، وهلك قبل ولاية زياد.
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي وأبو خيثمة قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه حدثنا محمّد بن الزبير الحنظلي عن فيل مولى زياد قال: لمّا قدم زياد الكوفة أميرا أكرم حجر بن الأدبر وأدناه وشفّعه، فلمّا أراد الانحدار إلى البصرة دعاه فقال له: يا حجر انّك قد رأيت ما صنعت بك، وإنّي أريد البصرة فاحبّ أن تشخص معي، فإنّي أكره أن تتخلّف بعدي، فعسى أن أبلغ عنك شيئا فيقع في نفسي، وإذا كنت معي لم يقع في نفسي منك شيء، فقد علمت رأيك في عليّ بن أبي طالب، وقد كان رأيي فيه قبلك على مثل ذلك، فلمّا رأيت الله صرف الأمر عنه إلى معاوية لم اتّهم قضاء الله ورضيت به، وقد رأيت إلى ما صار أمر عليّ وأصحابه، وإنّي أحذرك أن تركب أعجاز أمور هلك من ركب صدورها؛ فقال له حجر: إنّي مريض ولا أستطيع الشخوص، قال: صدقت والله إنك لمريض الدين والقلب مريض العقل،