للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له ابنه: لقد هيّأت لكفنك ستّين ثوبا، فقال: يا بنيّ قد دنا من أبيك لباس خير من هذا وسلب لا خير معه؛ وكان موت زياد بالكوفة.

وكان سليم مولى زياد على ديوان خراجه، فقال لشريح: أشر على الأمير بالوصيّة فإنّه لا يخالفك، ففعل، فقال له زياد: من سألك أن تكلّمني في الوصيّة؟ فقال: سليم، فقال: أما انّه غير متّهم في وصيّة (١) ولا شفعة، فكتب وصيّته في ثلاث نسخ، فدفع نسخة إلى شريح ونسخة إلى سليم، وأخرى إلى أمّ ولده.

واستخلف عبد الله بن خالد بن أسيد على الكوفة، وأقرّ سمرة على البصرة، ويقال إنّه استخلف عبد الله عليهما جميعا إلى أن يرى معاوية رأيه.

وكثر بكاء الناس رجالهم ونسائهم عليه، فلمّا وضع ليصلّى عليه تقدّم عبيد الله بن زياد ليصلّي عليه، فأخذ مهران بمنكبيه وقال: وراءك؛ وقال شريح لعبيد الله: الأمير غيرك، وقدّما عبد الله بن خالد فصلّى عليه، ووجد عبيد الله على مهران فأضرّ به حين ولي.

وقال عبد الله بن خالد لشريح وسليم: بماذا تأمرانني؟ قالا له: أنت الأمير فانزل القصر، فنزله، وقال معاوية حين بلغه خبره: لا والله ولا على عجم أحد المصرين، فتركه سنة ثمّ بعث إليه: إن شئت حاسبناك وأعطيناك ألف ألف درهم، وإن شئت فلا محاسبة ولا جائزة، فدعا خالدا وأميّة ابنيه فقال:


(١) - بهامش الأصل «نصيحة».