للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تريان؟ قالا: قد أخذنا لك عشرين ألف ألف فلا ترد محاسبة ولا جائزة، فعزله وولّى الضحّاك بن قيس الكندي الكوفة.

حدثني هشام بن عمّار عن الوليد بن مسلم قال: كان زياد عند معاوية وقد وقع الطاعون بالعراق، فقال له: انّي أخاف عليك يا أبا المغيرة عبر الطاعون، فلمّا صار إلى العراق طعن فمكث شهرا ثمّ مات.

قالوا: وكان موت زياد في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وهو ابن خمس وستّين سنة.

وحدثني الحرمازي عن العتبي قال: كانت وصيّة زياد: هذا ما أوصى به زياد بن أبي سفيان حين أتاه من أمر الله ما لا ينظر، ورأى من قدرته ما لا ينكر، أوصى أنّه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من عرف ربّه وخاف ذنبه، وأن محمّدا عبده ورسوله، أرسله إمام هدى صدّق به من قبله وهدى به من بعده ، وأوصى أمير المؤمنين وجماعة المسلمين بتقوى الله حق تقاته، وأن لا يموتوا إلا وهم مسلمون، ولا يراهم حيث نهاهم ولا يفقدهم أثرهم، وأن يتعهّدوا كبير أمورهم وصغيره، فإنّ الله جعل لعباده عقولا عاقبهم بها على معصيته، وأثابهم بها على طاعته، ولله النعمة على المحسن، والحجّة على المسيء، فما أحقّ من تمّت به نعمة الله عليه في نفسه ورأى العبرة بأن يضع الدنيا حيث وضعها الله، فيعطي ما عليه فيها، ولا يتكثّر بما ليس له منها، فإنّ الدنيا دار زوال لا سبيل إلى بقائها، وأحذرّكم الذي حذّركم نفسه، وأوصيكم بتعجيل ما أخّرت العجزة حتّى صاروا إلى