للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا أنخت إلى بابه … رأيت خليفتنا ذالكا

فقلت أجرني أبا خالد … وإلاّ فهبني امرءا هالكا

فجاد بنا ثمّ قلت اعطفي … بنا يا صفي ويا عاتكا

فأطّت لنا رحم برّة … ولم يحقر النسب الشابكا

فكم فرجت بك من كربة … ومن حلقة عند أبوابكا

وكان وراءك ضرغامة … توائل منه بحوبائكا

فيا ابن زياد وكنت امرءا … كما زعموا عابدا ناسكا

فإنّ معي ذمّة من يزيد … وإنّي أعوذ بإسلامكا

من ان أظلم اليوم أو أن تطيع … بي الكاذب الآثم الآفكا

فلولا الثقال شفاعاتهم … وعهد الخليفة لم آتكا

فقد خطّ لي الرقّ فيه الأمان … إليك مخافة أنبائكا

فلا تخفرنه فقد خطّ لي … رقى من مخافة حيّاتكا

وأحضرت عذرا عليه الشهود … إن قابلا ذاك أو تاركا

وقد شهد الناس عند الإمام … أنّي عدوّ لأعدائكا

وقال الهيثم بن عديّ وابن الكلبي عن عوانة: كتب يزيد لابن همّام بالرضا عنه وبجائزة فبسطه وآنسه وأطلق عريفه، وكان حبسه إذ لم يعد همّام اليه ليتولّى حمله إلى يزيد وهرب، وأمر كاتبيه عمرو بن نافع وحسّان مولى الأنصار أن يدفعا إليه جائزته، فكان عمرو يدافعه وحسّان يعينه عليه، فدخل ذات يوم على ابن زياد فقال: ألك حاجة؟ قال:

نعم حاجة كلّفتها القيظ كلّه … أراوحها البردين حتّى شتيتها

يعاودها حسّان عمرو بن نافع … فحسّان يحييها وعمرو يميتها