للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عقده له عمرو الأشدق، وخرج في أربعمائة من الجند وقوم من موالي بني اميّة وقوم من غير أهل الديوان، وتحلّب الناس على ابن الزبير من نواحي الطائف يعاونونه ويدفعون عن الحرم، وشخص المسور بن مخرمة من المدينة إلى مكة فسأل عنه عمرو بن سعيد فأخبر بشخوصه فقال: لا يزال حبّ الفتنة بالمسور حتى يرديه، فكان ابن الزبير يشاوره في أموره. وقدم أيضا على ابن الزبير مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد بن عمير، وعبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي، وهو عبد الله الطويل، فأوصى الأشدق عمرو بن الزبير بالصبر على القتال وأن يتبع الهارب ويجهز على الجريح، ولا يرضى إلاّ بأسر عبد الله بن الزبير أو بنزوله على حكم يزيد ولبس الجامعة، فلما فصل عمرو من المدينة ندم وقال: قد فعلت بعبد الله وأصحابه ما لا يخرج من قلبه، ووافى مكة ومع ابن الزبير بشر كثير في عدّة وسلاح، فقدّم عبّاد بن عبد الله ابنه ثم تلاحق الناس وراسل عمرو أخاه في بيعة يزيد وقال له:

وما عليك في قبول ما دعاك أمير المؤمنين إليه من لبس الجامعة والمصير إليه فيها ثم يصير إلى محبّتك؟ فقال: إنّي على طاعة يزيد وقد بايعت عامل مكة حين دخلها؛ وكان عسكر عمرو بن الزبير بذي طوى، وعليه أنيس بن عمرو الأسلمي - ويقال كان بالحجون إلاّ أنّهم انكشفوا فقتل من قتل بذي طوى - فقال عبد الله بن صفوان بن أميّة لعبد الله بن الزبير: إنّ هذا أعدى عدوّ لك فناجزه، قال: نعم، فنهد إليه في جماعة من موالي ابن الزبير وهو وأصحابه غارّون، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل أنيس بن عمرو الأسلميّ وأسر عمرو، وقد قال له أخوه عبيدة بن الزبير أنا أجيرك، فعندها وضع يده