للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أيديهم، فأتي به عبد الله بن الزبير وقد شجّ في وجهه والدم يقطر على قدميه، فقال عمرو متمّثلا:

لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا … ولكن على أقدامنا تقطر الدّما

فوبّخه فقال: أي عدوّ الله استخففت بحرم الله، وأمر به إلى الحبس، فقال عبيدة بن الزبير: إنّي قد أجرته، فقال عبد الله: إنّ للناس عليه حقوقا ولا بدّ من أن أقصّهم، فضربه عبد الله بكلّ سوط ضربه أحدا بالمدينة سوطا وأقصّ منه كلّ من لطمه وتناوله حتى سقط ميّتا؛ وقيل انّ عمرو بن الزبير لم يزل محبوسا حتى بويع ابن الزبير وأقاد منه حتى مات؛ وإنّ فلّ عمرو قدموا المدينة فضربهم الأشدق فلامه يزيد على ذلك.

وقال الواقدي في رواية أخرى: لما قتل أنيس في المعركة وانفضّ عن عمرو جلّ من معه وجّه إليه عبد الله بن الزبير مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فأسره، فجاءه عبيدة فقال: أنا أجيرك يا عمرو، فلما أخبر أخاه بإجارته إياه قال: لا بدّ من أن يقتصّ الناس منه، وأمر به فحبس ومعه غلام لمحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي - ويقال إنّه مولى لبني زهرة واسمه زيد ولقبه عارم، ويقال هو غلام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.

وقال أبو الحسن المدائني: أسر زيد - عارم - غلام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فبني له بناء في ذراعين وأقيم فيه، وكان ذلك البناء في السجن فقيل سجن عارم، وصيّر عارم وعدّة معه في بناء بني لهم ضيق وأطبق عليهم حتى ماتوا؛ قال كثيّر يذكر ابن الحنفيّة ويهجو عبد الله.