تخبّر من لاقيت أنّك عائذ … بل العائذ المحبوس في سجن عارم
فما ورق الدنيا بباق لأهلها … ولا شدّة البلوى بضربة لازم (١)
وكان ابن الزبير يخطب فيقول: والله لا أريد إلاّ الإصلاح وإقامة الحقّ، ولا ألتمس جمع مال ولا ادّخاره، وإنّما بطني شبر أو أقلّ، يكفيني ما ملأه؛ فلما قتل عمرا أخاه قال الضحّاك بن فيروز بن الديلمي من أحرار اليمن:
تقول لنا أن سوف تكفيك قبضة … وبطنك شبر أو أقلّ من الشبر
وأنت إذا ما نلت شيئا قضمته … كما قضمت نار الغضا حطب السدر
لكم سنّة الفاروق لا شيء غيرها … وسنّة صدّيق النّبيّ أبي بكر
فلو ما اتّقيت الله لا شيء غيره … إذا عطفتك العاطفات على عمرو
ويروى:
فلو كنت تجزي أو تثيب بنعمة … قريبا لردّتك العطوف على عمرو
وقال أبو حرّة مولى بني مخزوم:
ما زال في سورة الأعراف يقرأها … حتّى فؤادي مثل الخزّ في اللين
لو كان بطنك شبرا قد شبعت وقد … أفضلت فضلا كثيرا للمساكين
فإن تصب من الأيّام جائحة … لا نبك منك على دنيا ولا دين
وقال المدائني: لما تفرّق أصحاب عمرو عنه قال بعض الشعراء:
كرهت كتيبة الجمحيّ لمّا … رأيت الموت سال به كداء
فقلت أبا أميّة سوف تلقى … شهيدا أو يكون لك العناء
يعني ابن صفوان.
(١) - ديوان كثير - ط. الجزائر ١٩٣٠ ج ١ ص ٢٧٧ - ٢٨٠.