للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الهيثم بن عديّ: كان عمرو بن الزبير مائلا إلى أخواله من ولد العاصي، فوجّهه الأشدق إلى مكة لقتال أخيه، فوجّه عبد الله عبد الله بن صفوان بن أميّة الجمحي فقاتله فهزمه وأسره. فلما رآه عبد الله قال: ويحك ما صنعت؟ أمّا حقّي فقد تركته للأخوّة ولا بد من الأخذ بمظالم الناس، فحبسه أشهرا يقفه كلّ يوم فيأتي الرجل فيقول: لكزني فيلكزه، ويقول الآخر: لطمني فيلطمه، ويقول الآخر: نتف لحيتي فيقول: انتف لحيته، حتى قدم سهيل بن عبد الرحمن بن عوف فقال: جلدني مائة ولم أجن ذنبا، فأمر به فجّرد وقال: اضربه مائة، فضربه مائة سوط فنغل ظهره حتى مات، فأمر به عبد الله فصلب، فكان ذلك أوّل ما نقمه الناس عليه.

وحدثني العمري عن الهيثم بن عديّ عن عبد الله بن عيّاش الهمداني قال، حدثني محمد بن المنتشر قال: حضرت مكة أيّام ابن الزبير فما رأيت أحدا قطّ أبخل منه ولا أشدّ أفنا، أتته الخوارج فضلّلهم وعاب قولهم في عثمان حتى فارقه نافع بن الأزرق الحنفي وبنو ماحوز بن بحدج، فانصرفوا عنه وغلبوا على اليمامة ونواحيها الى حضرموت وعامّة أرض اليمن، وأظهر سوء الرأي في بني هاشم، وترك ذكر النبي Object من أجلهم، وقال: إنّ له أهيل سوء فإن ذكر مدّوا أعناقهم لذكره، وحبس ابن الحنفّية في الشعب حتى شخص من أهل الكوفة من شخص وعليهم أبو عبد الله الجدلي، فلم يقدر له على مضرّة، ففارقته الشيعة بهذا السبب وأكفرته، وكان المختار معه فلما رأى تفّننه وتخليطه تركه وانصرف إلى الكوفة، وقال له الحصين بن نمير: صر معي إلى الشام أبايعك والناس فأبى، وجعل حصين يكلّمه سرا وذلك حين ورد عليهم موت يزيد وهو يرفع صوته فقال له: ما عرفك من زعم أنّك