للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داهية، أكلّمك سرا وترفع صوتك، وزعم أنّه عائذ بالبيت، دعا الناس إلى بيعته فبايعه من بايعه.

وقال الهيثم بن عدي: وجاءه قوم من الأعراب لينصروه فقال: إنّ سلاحكم لرثّ وإنّ حديثكم لغثّ، وإنّكم لأعداء في الخصب، عيال في الجدب. وأتاه أعرابيّ فقال له: افرض لي قال: أثبتوه فأثبتوه قال:

أعطني، قال: قاتل أوّلا فقال: بأست هذا، دمي نقد ودرهمك نسيئة، هذا والله ما لا يكون. قال: وولّى الحارث بن الحصين بن الحارث بن قيس الجعفي وادي القرى وبها تمر كثير من تمر الصدقة، ففرّقه فيمن معه، وكان كتب إليه أن يحتفظ به، فلما قدم عليه جعل يضربه بالدرّة ويقول: أكلت تمري وعصيت أمري.

وقال أبو مخنف في روايته: رفع الوليد بن عتبة وناس معه على عمرو بن سعيد الأشدق وقالوا: لو شاء أن يأخذ ابن الزبير لأخذه، فسرّح يزيد عند ذلك الوليد واليا على الحجاز، وعزل عمرو بن سعيد، فشخص عمرو إلى الشام، فعاتبه يزيد فقال: كنت أرفق به لآخذه ولو كان معي جند لناهضته، على أنّي قد اجتهدت، فقال يزيد: اشدّ ما أنكرت عليك أنّك لم تكتب إليّ تسألني أن أمدك بأهل الشام إذا لم يكن فيمن أنهضت معك إلى ابن الزبير كفاية غير أولي عدد وعدّة.

قالوا: ولما قتل الحسين ثار نجدة بن عامر باليمامة فحجّ فيمن حجّ، وكان الوليد بن عتبة يفيض من عرفة ويفيض معه عامّة الناس، وابن الزبير واقف بأصحابه، ونجدة واقف بأصحابه، ثم يفيض كلّ امرئ منهم بأصحابه على حدته.