للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المدائني: أقبل الحصين فنزل معسكره من الحجون إلى بئر ميمون (١) فخرج إليه عبد الله بن صفوان فوعظه حصين وخوّفه ثقل وطأة أهل الشام، فأغلظ لحصين فقال: إنّما أباح حرم الله من قاد الخيل إليه قبل.

وميمون هو ابن شعبة الحضرمي أبو عمّار.

وقال أبو مخنف: جثا ابن لعبد الله بن الزبير (٢) وقال لأصحابه: قاتلوا، فقاتلوا إلى المساء فقتل المسور بن مخرمة، ويقال أصابه حجر فمات يوم أتاهم نعيّ يزيد وقاتل أهل الشام إلى أن انسلخ صفر، فلما مضت ثلاثة أيّام من شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستّين نصبوا على البيت المجانيق فدقّوه بها، وأخذوا يرتجزون ويقولون:

خطّارة مثل الفنيق المزبد … نرمي بها عواذ هذا المسجد

وكان صاحب الرمي الزبير بن خزيمة الخثعمي من أهل فلسطين، وهو أوّل من ارتجز بهذين البيتين، قالوا: وجعلوا يقولون:

كيف ترى صنيع أمّ فروه … نأخذهم بين الصفا والمروه

وحدثني مصعب بن عبد الله الزّبيري قال: كان الشاميّون يرتجزون في الحصار الثاني بمثل ما يرتجزون به في الحصار الأوّل معما زادوا فيه.

وقال المدائني: نصب حصين منجنيقا في الجبل الأحمر الذي يلي دار الندوة؛ قال: وكان المسور قد أعان ابن الزبير بمواليه وسلاح كثير فاقتتلوا، وكان أوّل قتالهم يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر، فقتل في أوّل يوم ثلاثة من أصحاب حصين وأربعة من أصحاب ابن الزبير؛ وكان


(١) - خارج مكة المكرمة فيه مات المنصور ودفن.
(٢) - في تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٩٧ الذي جثا هو عبد الله بن الزبير، وهو أقوم.