فقيل لابن نمير: ألا ترى أنّ رجلا واحدا يتبعنا على رجليه فلا يعطف عليه أحد، فقال:
كلّ امرئ يحاذر البليّه … يخاف أن تدركه المنيّة
من يتعرّض لأسد يحامي بجدّ وشجاعة عن ملك يحاوله؟ وأرسل ابن الزبير إلى حصين يدعوه إلى مبارزته، فقال: والله ما بي جبن، ولكنّي أخاف أن أفعل فإن قتلتني كنت قد ضيّعت أصحابي، وإن قتلتك فأنا على خطأ في التدبير وإضاعة للحزم. وقال المختار: يا بني الكرّارين يا حماة الحقائق قاتلوا، فقتل من أهل الشام بشر كثير، فقال بعض الشعراء:
لقد ضرب المختار ضربة حازم … أزالت يزيد عن حشاياه ضارطا
وقتل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عدّة، وأجهزت عليهم امرأة من الخوارج يقال لها سلمى، فقال رجل من الشاميّين:
إنّي لم أنس إلا ريث أذكره … أيّام تطردنا سلمى وتنفينا
وحكّم ابن بحدج فقتلوا جماعة من أهل الشام فقال رجل من قضاعة:
يا صاحبيّ ارتحلا وامّلسا … لا تحبسا لدى حصّين محبسا
إنّ لدى الأركان بأسا أبأسا … وبارقات يختلسن الأنفسا
إنّ الفتى حكّم ثمّ كبّسا
وجرح عبد الله بن مسعدة الفزاري فلم يقاتل حتى جاءت وفاة يزيد، وكان الذي جرحه مصعب بن عبد الرحمن.
المدائني قال، قال عبد الله في بعض أيّامه للمنذر: احمل عليهم، فقال: إنّي عليك لهيّن، تعرضني لأنباط الشام، فحمل وهو على بغلة له ورد فنفرت من قعقعة السلاح وتوقّلت في الجبل، فقال عبد الله: انج أبا عثمان،