للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأبن الزبير غداة يجمع أمره … أولى بغاية كل يوم وقاع

وأحق بالصبر الجميل من امرئٍ … كَزٍّ أناملُهُ قصير الباع (١)

وقال ابن الكلبي في إسناده عن أبي مخنف وغيره: لما أصطلح الناس وتفرقوا جعلوا عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب يصلي بهم، ارتضوا به، ثم إن ابن الزبير ولى البصرة القباع، وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وإنما سمي القباع لأن أهل البصرة أتوه بمكيال لهم فقال: ما هذا القباع، والقباع الأجوف، وله يقول أبو الأسود الديلي:

أبا بكرٍ جزاك الله خيراً … أرحنا من قباع بني المغيره (٢)

وأبو بكر عبد الله بن الزبير: قال: واجتمع أهل الكوفة على عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي وكان يلقب دحروجة الجُعل لقصره، وفيه يقول عبد الله بن همام السلولي:

يا بن الزبير أمير المؤمنين ألم … يبلغك ما فعل العمال بالعملِ

باعوا التجار طعام الأرضِ واقتسموا … صلب الخراجِ شحاحاً قسمة النفلِ

وقدموا لك شيخاً خائناً خذلاً … مهما يقل لك شيخٌ كاذبٌ يقل

وقيل طالبُ حقٍّ ذو مزابنة (٣) … جلد القوى ليس بالواني ولا الوكلِ

أشدد يديك بزيدٍ إن ظفرت به … واشف الأرامل من دحروجة الجعلِ


(١) ديوان يزيد بن مفرغ ص ١٥٩ - ١٦٥
(٢) ديوان أبي الأسود الأسود ص ٢٢٠ وفيه "أمير المؤمنين جزيت خيرًا".
(٣) المزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر. القاموس.