للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يريد مرثد بن شراحيل كان أساء في البيع، وزيد مولى عتاب بن ورقاء الرياحي كان خازنه، فمكث عامر ستة أشهر ثم عزله ابن الزبير وولى عبد الله بن يزيد الخطمي.

وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي أن مسعوداً آوى ابن زياد، ثم وجه معه رجلاً في جماعة فأبلغه مأمنه من الشام، وكان ابن زياد صير مسعوداً خليفته، فصعد مسعود المنبر وجعل يخطب، فبايعه قوم يهوون هوى بني أمية، فلم يزل كذلك إلى الليل، ثم أنصرف وقد تفرق الناس عنه، وبقي في جميعة، فلما صار في بنو تميم شدت عليه الخوارج فقتله، فاتهم بني تميم، وجعل قوم يقولون: إن الأحنف دسهم وجعلها زبيرية، يعني أنه دس للزبير (١) حتى قتل.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في روايته: عاد ابن زياد عبد الله بن نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي ثم خرج من عنده فلقيه حمران مولاه، وكان قد وجهه إلى يزيد، فأسر إليه موت يزيد وأختلاف أهل الشام، فأمر عبيد الله فنودي الصلاة جامعة، ثم خطب فنعى يزيد وحض الناس على الطاعة وقال: أختاروا لأنفسكم فماسحوه، ثم بدا لهم في بيعته وجعلوا يمسحون أيديهم منها بالحيطان؛ وكان في سجنه نافع بن الأزرق الحنفي، ونجدة بن عامر الحنفي، وعبد الله بن إباض، وعبيدة بن هلال العنزي، وعمرو القنا بن عميرة من بني ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانوا غضبوا للبيت فقاتلوا مع أبن الزبير وهم لا يرون نصره،


(١) الزبير بن العوام، إثر معركة الجمل.