للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكنهم أحتسبوا في جهاد أهل الشام. ثم إنهم قدموا البصرة فالتقطهم ابن زياد وحبسهم، فيقال إنه كان في سجنه من الخوارج مائة وأربعون.

وقال أبو عبيدة: لما هرب ابن زياد إلى الأزد أقام أهل البصرة ببّة؛ وكان هربه إلى الشام بعد قتل مسعود.

قال أبو عبيدة في بعض روايته: لما كان موت يزيد بن معاوية وإظهار ابن زياد إياه بالبصرة، خرج سلمة بن ذؤيب الرياحي الفقيه وهو على فرس له شهباء وقد لبس سلاحه ومعه لواءٌ، فدعا الناس إلى بيعة ابن الزبير وطاعته وقال: عليكم بالعائذ بالبيت الحرام، وابن حواري رسول الله ، فبايعه جماعة يسيرة، وبلغ بان زياد ذلك فخطب الناس فاقتص أول أمره وأمر أبيه بالبصرة، وعدد بلاءه عنه أهلها ثم قال: بايعتموني ثم مسحتم أيديكم بالحيطان وقلتم ما قلتم، ثم هذا سلمة بن ذؤيب يدعوكم إلى الخلاف إرادة أن يُفرق جماعتكم ليضرب بعضكم جباه بعضٍ؛ وكان الذي أخبر ابن زياد بأمر سلمة بن ذؤيب عبد الرحمن بن أبي بكرة، ويكنى أبا الحرّ، فقال الأحنف بن قيس والناس: نحن نجيئك بسلمة فأتوا سلمة فإذا معه جمع كثيف قد سافر إليه وإذا الفتق قد اتسع، فامتنع عليهم، فلما رأوا ذلك قعدوا عن ابن زياد فلم يأتوه، فقال: والله لقد لبسنا الخزّ حتى اجمته جلودنا فما نبالي أن نعقبها الحديد أياماً، والله لو اجتمعتم على قرن عنز لتكسروه ما كسرتموه؛ ودعا البخارية ومن كان من أصحاب السلطان إلى المحاربة معه، فلم يجيبوه واعتلوا عليه، فانغمس في الأزد في بيت مسعود.

قال: وكان في بيت مال ابن زياد نحو ثمانية آلاف ألف درهم، فقال للناس حين خطب: هذا فيئكم فخذوا أرزاقكم وأرزاق عيالاتكم