وذرِّيتكم، وأمر الكتاب بتحصيل الناس وتقرير ما لهم، فلما رأى قعود الناس عنه وظهور أمر سلمة كف عن ذلك، وأمر بنقل المال حين هرب فهو يتردد في آل زياد، وقال له إخوته: والله ما من خليفةٍ تقاتل عنه، ولا تأمن أن يُدال عليك فتعطب وتهلك وتذهب أموالنا، وقال له عبد الله أخوه وهو ابن مرجانة، والله لئن قاتلت القوم لأقتلن نفسي بسيفي هذا؛ فلما رأى عبيد الله ذلك أرسل إلى الحارث بن قيس بن صهبان الجهضمي فسأله أن يسأل مسعوداً أن يُجيره، فسأله ذلك فأباه، فقال له الحارث: يامعشر الأزرد إنكم أجرتم زياداً فبقي لكم شرف ذلك وذكره وفخره، فقال مسعود: أترى أن نُعادي أهل مصرنا في عبيد الله وقد أبليناه في أبيه ما أبليناه فلم يكافنا ولم يشكر، ماكنت أحب أن يكون هذا رأيك، فقال: قد بايعته فيمن بايع ولن يُعاديك أحدٌ على الوفاء له؛ فلما أبى مسعود إجازة ابن زياد أتى الحارث إلى أم بسطام امرأة مسعود وهي ابنة عمه فقال لها: إني دعوتُ مسعوداً إلى مكرمةٍ فأباها، وأنا أدعوك إلى أن تسودي نساء قومك أبداً، وكلمها في إجارة ابن زياد، فأجارته، ويقال إنه أعطاها مائة ألف درهم كانت مع ابن زياد، فأدخلته حجلتها وألبسته ثوباً لزوجها، فلما جاء مسعود أعلمته ذلك، فغضب وأخذ برأسها، حتى خرج عبيد الله والحارث فحجزوا بينهما، وقال له عبيد الله: أجارتني عليك وألبستني ثوبك وأكلتُ من طعامك وقد التف عليّ منزلك، وتلطف والحارث له حتى رضي، فلم يزل في منزل مسعود، ثم شخص إلى الشام؛ وقال أبو عبيدة: وآل زياد ينكرون أن يكون ابن زياد شخص قبل قتل مسعود، وأن يكون مسعود بعث معه من بذرقهُ.