للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال يزيد بن ربيعة بن مفرغ شعراً ذكر فيه فرار ابن زياد من دار الإمارة إلى الأزد، ثم إلى الشام بعد مقتل مسعود وخذلانه اياه، وذكر هربه عن أمه وامرأته هند الفزراية:

أقرَّ لعيني أنه عقَّ أمَّهُ … دعته فولاها آستهُ وهو يهربُ

وقال عليك التاس (١) كوني سبيةً … كما كنت أو موتي فللموت أقرب

وقد هتف هند به ما أمرتني … أبن لي وخبرني إلي أين أذهب

فقال أريد الأزد في عقر دارهم … وبكراً فيما لي عنهم متجنب

بما قدمت كفاك مالك مهرب … من القوم يوماً والدماء تصبب

ولو كنت صلبَ العود أو ذا حفيظة … كررت على هندٍ وهندٌ تسحب

وغادرت مسعوداً رهينة حتفه … يمج نجيع الجوف وهو ملحب

ولو لم يفت ركضاً حثيثاً لحلقت … بأشلائه من الجو عنقاء مغرب (٢)

وقال أيضاً:

قدمت مسعوداً ليصلى حرها … ووألت (٣) لما أن نعاه الناعي

أفلا كررت وراءه متشزباً … لما أصيب، دعا لحتفك داع

وترك أمك والرماح شوارع … يا ليتني لك ليلة الأفزاع

ليس الكريم بمن يفارق أمه … وبناته بالمنزل الجعجاع

وخذلت مسعوداً وطرت مولياً … مثل الظليم أثرته بالقاع (٤)


(١) في ديوانه: الصبر.
(٢) ديوان يزيد بن مفرغ ص ٦ (٤) ٦٧.
(٣) وألت: نجوت.
(٤) ديوانه ص ١٥٩ - ١٦٥