للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو عبيدة: فهذا دليل على أنه إنما هرب إلى الشام بعد مسعود وأنه حين قُتل مسعود كان بالمصر (١) فلم يبرح.

قال أبو عبيدة: ولما هرب ابن زياد بقي الناس بغير أمير فلما لم يكن لهم أميرا ارتضوا بنعمان بن صبهان الراسبي، وقيس بن الهيثم يختاران لهم، فكان رأيُ قيس في عبد الله بن الأسود الزهري، ورأى النعمان بن صبهان في ببة، وقال النعمان: هو هاشمي وابن أخت القوم الملك فيهم، لأن أم بببة هند بنت أبي سفيان، وكان النعمان شيعياً شهد مع عليّ صفين، وأقبلوا ببة فنزل دار الإمارة؛ قال أبو عبيدة: وكان ذلك رضا جميع الناس الأزد فقولهم باطل، قال الفرزدق:

وبايعت أقواماً وفيت بعهدهم … وببة قد بايعته غير نادمِ (٢)

وقوم يرونه: وهو نائمُ.

قال أبو الحسن المدائني: جعل ببة على شرطته هميمان بن عدي - ويقال النعمان بن صبهان، وهميان بن عدي أثبت - فأتى هميان دار فيل مولى زياد، وهي في بني سليم، فأمر بتفريغهما لينزلها رجل قدم على ببة من المدينة، وكان فيل قد هرب وأقفل أبواب داره، فمنعت بنو سليم هميان بن عدي ما أراد حتى قاتلوه، واستصرخوا عبد الملك بن عبد الله بن عامر بن كريز، فأرسل بخاريته ومواليه في السلاح حتى طردوا هميان بن عدي، وعدل عبد


(١) بهامش الأصل: بالبصرة.
(٢) النقائض ص ١١٢، ٧٢٧.