حدثنا المدائني: أن الأحنف قال لمالك بن مسمع حين تحالفوا: أحلف في الإسلام؟! قال: حالفتُ على الزط والسيابجة، فقال: معاذ الله، قال: يا أبا بحر كانت نعمة سبقناك إليها فقال الأحنف: والله ماأردتها ولتحلبنها دماً عبيطاً، لقد حالفت قوماً إن اتبعتهم استذلوك، وإن خالفتهم عزوك وقهروك.
وقال المدائني في بعض روايته: لما جددوا الحلف وأقبلوا مع مسعود إلى المسجد الجامع فزعت تميم إلى الأحنف فعقد عمامته على قناة ودفعها إلى سلمة بن ذؤيب الرياحي، فأقبل وبين يديه الأساورة حتى دخل المسجد ومسعود يخطب، فاستنزلوه فقتلوه، فجعلوا يحكمون فقيل إن الخوارج قتله؛ وزعمت الأزد أن الأزارفة قتلوه بأمر الأحنف، فكانت الفتنة، وسفر بينهم بن عبيد الله بن معمر، وعمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام حتى رضيت الأزد من دم مسعود بعشر دياتٍ، ولزم ببة بيته وكان متديناً، وكان القاضي في هذه الفتنة هشام بن هبيرة.
وكتب ابن الزبير إلى عمر بن عبيد الله بعهده على البصرة فوافاه وهو متوجه يريد العمرة، فكتب عمر بن عبيد الله إلى أخيه عبيد الله بن عبيد الله بن معمر أن يصلي بالناس، فصلى بهم حتى قدم عمر بن عبيد الله؛ قال أبو الحسن: ولما لزم ببة بيته كتب أهل البصرة إلى عبد الله بن الزبير بذلك، فكتب إلى أنس بن مالك يسأله أن يصلي بهم، فصلى بهم أربعين يوماً.
وقال أبو عُبيدة: لما جددوا الحلف في الفتنة قالت الأزد: لا نرضى حتى يكون الرئيس منّا، وقال مسعود لعبيد الله سر معنا