للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مطر، وأمرأة قد سبناه وأخذت خلا خيلهما من أسواقهما، وقتل المقعد الذي كان على باب المسجد والصباغ الذي في طريقك، وحرق مالك بن مسمع دور بني العدوية، فقال: ثبنوا ذلك، فثبتوه، فطلب عبّاد بن الحصين فلم يوجد، فدعا بعبس بن طلق - ويقال طليق - السعدي ثم انتزع مِعْجرأ (١) في رأسه ثم جثا على ركبتيه وعقده في رمح ثم دفعه إليه ثم قال:

ما إن أرى فخراً ولا حياءَ … إذا اتخذت معجري لواءَ

ثم قال لعبس: سر، فلما ولى قال: اللهم لأ تخزها اليوم فإنك لم تخزها فيما مضى، فسار عبس وصاحب النظارة هاجت زبراءُ، وزبراءُ أمةٌ للأحنف - أرادوه بذلك وقال الأحنف: يابني تميم إن شر الناس من لم يستحي من الفرار، ثم جاء عباد في ستين راكباً، فأبى أن يسير تحت لواء عبس، ولقوا القوم فاققتلوا، ورمى الأساورة بألفي نشابة في رشق واحد فتلقوهم برماحهم، فرماهم الأساورة بألفي نشابة في رشق آخر، فأجلوا عن أفواه السكك وأقاموا على أبواب المسجد، فاقتتلوا، ورماهم الأساورة فقلعوهم عن الأبواب، ودخلت تميم المسجد فاقتتلوا فيه ومسعود على المنبر مسعود وكان الحكم بن مخرمة العبدي قد ثبط قومه وقال: أتقتلون إخوتكم مع الأزد؟ فردهم، وذلك عند باب المسجد، قال إسحاق بن سويد العدوي: فأتوا مسعوداً وهو على المنبر واستنزلوه وقتلوه، وذلك في شعبان


(١) الاعتبار: لف العمامة دون التلحي. والمعجر: ثوب تعتجر به، وثوب يمني، وما يُنسج من الليف شبه الجوالق. القاموس.