للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة أربعٍ وستين، فانهزم القوم وهرب أشيم بن شقيق فطعنه رجل طعناً فتنحى، فقال الفرزدق.

لو أن أشيم لم يسبق أسنتنا … وأخطأ الباب إذ نيراننا تقدُ

إذاً لصاحب مسعوداً وصاحبهُ … وقد تماءت له الأعفاج والكبدُ (١)

قال: فبينا ابن زياد ينتظر ما يكون من مسعود أُتي فقيل: قد صعد المنبر، فتهيأ للركوب، فبينا هو كذلك إذ قيل قد قُتل، فاغترز في ركابه ولحق بالشام مسعود وذلك في أول شعبان سنة أربعٍ وستين، قال: وقوم يقولون أنه شخص في شوال، وكان مقتل مسعود في شوال، والأول أصح، وكان نزوله دار مسعود في جمادى الآخرة سنة أربعٍ وستين.

وقال المدائني: مات الحارث بن معاوية أيام مسعود فقال الأحنف: رحمك الله أبا المؤرق فارقتنا أحوج ما كنا إليك.

أبو الحسن المدائني عن عامر بن حفص مسعود قال: خرج ابن زياد من البصرة هارباً الى الشام في قوم وفوا له، فقال ذات ليلة: إنه قد ثقل عليّ ركوب الإبل فوطئوا لي على ذات حافر مسعود فألقيت له قطيفة على حمار فركبه وإن رجليه لتخدّان الأرض، فقال بعض من كان معه ورآه قد سكت سكتة طويلة: هذا عبيد الله بن زياد أمير العراق بالأمس نائماً على حمار لو سقط عنه أعنته، ثم دنا منه فقال: أنائم أنت؟ فقال ابن زياد: لا، قال: فما هذه السكتة؟ قال: كنت أحدث نفسي، قال له: أنا أخبرك بما فكرت فيه، قل، قال: قلت ليتني لم أقتل حسيناً، وليتني لم أكن


(١) النقائض ص ٧٣٤.