بنيت البيضاء (١)، وليتني لم أكن استعملت الدهاقين، وليتني لم أقتل من قتلت، فقال ابن زياد: والله ما نطقت بصوابٍ ولا سكت عن خطأ، أما الحسين فإنه سار إلي يريد قتلي فاخترت قتله على أن يقتلني، وأما البيضاء فإني اشتريتها من عبد الله بن عثمان الثقفي فأرسل إلي يزيد بألف ألف فأنفقتها عليها، فإن بقيت فلأهلي وإلا فإني لا آسى عليها، وأما استعمالي الدهاقين فإن عبد الرحمن بن أبي بكرة وزاذانفروخ رفعا عليّ عند معاوية فخيرني معاوية بين الضمان والعزل فكرهت العزل، وكنت إذا استعملت الرجل من العرب فكسر الخراج فأقدمت عليه أو غرت صدور عشيرته، أو أغرمته فحملت على عطاء قومه أضررت بهم، وإن تركته تركت مال الله وأنا أعرف مكانه، فوجدت الدهاقين أبصر بالحبابة وأوفى بالأمانة وأهون عليّ مطالبة، وأما قتلي من قتلت فما علمت بعد قولي كلمة الإخلاص عملاً أقرب إلى الله من قبلي من قتلت من الخوارج، ولكني حدثت نفسي فقلت: ليتني قاتلت أهل البصرة فإنهم بايعوني طائعين ثم نكثوا، ولقد أردت ذلك ولكن بني زياد أتوني فقالوا: إنك إن قاتلتهم فظهروا عليك لم يبقوا منا أحداً إلا قتلوه، وإن تركتهم تغيب الرجل منا عند أخواله وأصهاره وخلطائه، فلم أقاتل، وقلت: ليتني أخرجت أهل السجن فضربت أعناقهم، فأما إذ فأتت هاتان فليتني أقدم الشام ولم يبرموا شيئاً فأكون معهم فيما يبرمون، قال: وبينا هو يسير إذ عرض له فارس بيده رمح، فقال: لا وألت إن وألت، فقال: أوما هو خير لك، ألف دينار، فركن إليها، فشددنا عليه