للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَيَكْفيك عَبْسٌ أخو كَهْمِسٍ … مُقارَعَةَ الأَزْدِ بالمرْبَدِ

وتَكْفيك قَيْسٌ وَأَلْفافُها … لُكَيْزَ بْنَ أَقْصَى وما عَدَّدوا

وَنَكْفيكَ بَكْرًا وألفافها … بِضَرْبٍ بَشيبُ لَهُ الأْمْرَدُ

فاقتتلوا ثم إنّ عمر بن عبيد الله بن مَعْمر، وعمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مَشَيا للصلح فيما بينهم حتى التقى الأحنفُ ومالكٌ والعُمَرانِ في الصلح، فجعل الأحنف يَخفّ عند المُراوضة وجعل مالكٌ يَثْقُل، فقال القُرَشيّان: يا أبا بَحْر، مالك تَّخِفُ وقد ذهب حلمك في الناس، ومالكٌ يَرْزُنُ؟ فقال: إنّه يرجع إلى قوم لا يخالفونه إذا قال، وأنا أرجع إلى قوم يتأَبَّون عليّ، فلم يَّتفق بينهم صلح؛ وأجتمعت ربيعة واليمن فكتبوا قتلاهم فلما بلغوا دَّية مسعود كتبوها عشر ديات لأنه كان مُثِّل به، فقال الأحنف لا نَزيدُ على دية رجل من المسلمين فاضطربوا بالأَيْدي والنعِال، ثم عادوا للقتال فاقتتلوا أيامّاً، ثم إنّ عُمَر وعمر أتيا الأحنفَ فعظمّا أمرَ الإسلام وحرمته وحقّ الجوار وقالا: إنّما أنتم إخوان وأصهار ويدٌ على العدوّ، فقال الأحنف: انطلقا فاعقدا على ما أحببتما وأبعدا عني العار، فأتيا ربيعة واليمن، فلما دنوا رماهما السفهاء فركضا حتى وقفا حيث لا ينالهما النَبْل والنُشَاب، وصبّ عبَس بأمر الأحنف عليهم الخيل فأجلت عن قتلى، فقال أهل الحجى منهم: رَمَيتم رجلَين مَشَيا في الصلح بينكم؛ ثم إنهم اجتمعوا على الرضا بما حكم به عمر وعمر، فحمل عمر بن عبيد الله تسع ديات، ويقال حملاها بينهما وقالا: قد لج الأحنف وأبى إلا ديةً وإنما سألنا أن نحكم عليه ونحن أولى بأن نحمل هذا الشيء، قال: ويقال إن بني تميم قالوا: نحن نحملها، وقال عبد الله بن حكيم بن زياد بن