حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا وهب أخبرني القاسم بن الفضل الحداني عن اشياخه قالوا: لما قتل مسعود جعلت الأزد زياد بن عمرو العتكي رئيساً عليهم، والمهلب بن أبي صفرة يومئذٍ غائب، فلما قدم أتاه زياد فقال له: اني قد كفيتك أمر قومك ما غبت، فأما إذ شهدت فشأنك بهم، وجاءت الأزد فدخلت على المهلب فقال لهم: ألجأتم هذا العبد وناويتم أهل بلدكم، فغضب الأزد وقالت: إنما سيدنا من غضب لغضبنا ورضي لرضانا، ثم انطلقوا فشق ذلك على المهلب ومضى إلى ابن الزبير وأظهر أنه كاتبه في القدوم عليه واجتمعت تميم إلى الأحنف فقالوا: إن الأزد قد اجتمعت علينا ولا بد أن تلي أمرنا فقال: لا إلا أن تجعلوا الأمر إليّ فما امضيته قبلتموه وأمضيتموه، اتهمتم بقتل مسعود ولم تنتفلوا من دمه، فولوا أمرهم فسار بهم إلى المربد، واجتمعت الأزد وبكر بن وائل فاقتتلوا ثم توافقوا، فبعث الأحنف إلى زياد بن عمرو أن هلم فرسوا بيننا صلحاً، وبعثوا بالغضبان بن القبعثرى الشيباني فأتى الأحنف فقال: تدي قتلانا فندعهم وأما قتلاهم فنديهم، وأما دية مسعود فكدية رجل مسلم.
وحدثني أحمد بن إبراهيم وأبو خيثمة زهير بن حرب قالا: حدثنا وهب بن جرير أنبأنا حماد بن زيد أنبأنا خالد الحذاء عن المثنى بن عفان قال: رأيت الأحنف يطوف في المسجد على الحلق وهو يقول: إنكم تلقون عدوكم غداً فاصبروا فإنهم يألمون كما تألمون.
وحدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا وهب حدثنا محمد بن أبي عيينة قال: حدثت أن الأحنف قال: يامعشر الأزد اتقوا الله فإنا والله ما نحن قتلنا