للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له مروان بن الحكم وكان حاضراً: لو جعلتنا قعوداً، فقال: كلا يا أبا عبد الملك وإنك فيهم لصافن (١). وأنشد الفرزدق بلال بن أبي بردة شعراً له فيه فقال له: هلا مدحتني بمثل ما مدحت به سعيداً وفلاناً وفلاناً، قال: جئتني بحسب كأحسابهم (٢) حتى أقول فيك مثل قولي فيهم.

وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش الهمذاني أن سعيد بن العاص كان جالساً ومعه قوم يحدثهم فسقط جدار على قوم فانفضوا إلا فتىً ثبت معه حتى استتم حديثه، فقال لغلامه: ادع وكيلنا، فلما جاءه قال: أعط الفتى عشرة آلاف درهم إعظامه حقناً، وحسن مجالسه إيانا.

وحدثني بعض أعل العلم قال: خرج هدبة بن خشرم بن كريز بن أبي حبة بن الأسحم بن عامر بن ثعلبة بن قرة بن حبيش بن عمرو بن ثعلبة بن عبد الله بن ذبيان بن الحارث بن سعد بن زيد، أخي عذرة بن زيد في نفر من بني عمه وزيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة من ولد الحارث بن سعد أيضاً في نفر من بني عمه في سفر، ومع هدبة أخته فاطمة بنت خشرم، ومع زيادة اخته أم القاسط، وكان هدبة وزيادة شاعرين راجزين، فساق بهم زيادة وهو يقول:

عوجي علينا واربعي يا فاطما … ألا ترين الدمع مني ساجما

فظن هدبة أنه عرض بأخته فاطمة، ثم أن هدبة ساق بهم فقال:


(١) صفن الفرس يصفن صفونا: قام على ثلاث قوائم، وطرف حافر الرابعة، والرجل صف قدميه. القاموس.
(٢) بهامش الأصل: حتى تحسن كاحسانهم.