عقبة بن أبي معيط، وأمها أروى بنت كريز، وأروى أم عثمان فلذلك صهره. وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن أبي بكر بن إسماعيل عن أبيه قال: كان طلحة بالسراة في أمواله وافى الموسم ثم أتى أمواله وانحدر عمر، فلما طُعن وذكره في الشورى، بعث إليه رسولٌ مسرع، فأقبل مسرعاً فوجد الناس قد بايعوا لعثمان، فجلس في بيته وقال: مثلي لا يفتأت عليه، ولقد عجلتم وأنا على أمري، فأتاه عبد الرحمن بن عوف فعظم عليه حُرمة الإسلام وخوفه الفرقة.
حدثني محمد عن الواقدي عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن زيد أن طلحة لما قدم أتاه عثمان فسلم عليه، فقال طلحة: يا أبا عبد الله، أرأيت إن رددت الأمر أترده حتى يكون فينا على شورى؟ قال عثمان: نعم يا أبا محمد، قال طلحة: فإني لا أرده، فإن شئت بايعتك في مجلسك وإن شئت ففي المسجد، فبايعه، فقال عبد الله بن سعد بن أبي سرح: ما زلت خائفاً لأن ينتقض هذا الأمر حتى كان من طلحة ما كان فوصلته رحمٌ. ولم يزل عثمان مكرماً لطلحة حتى حصر، فكان طلحة أشد الناس عليه. وقال الواقدي في إسناده، قال عمر قبل أن يموت بساعة: يا أبا طلحة كن في خمسين من الأنصار من قومك مع أصحاب الشورى ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث من وفاتي حتى يؤمروا أحدهم؛ قال: فلما قبض عمر وافى أبو طلحة في أصحابه فلزم أصحاب الشورى، فلما جعلوا أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف ليختار لهم لزم باب عبد الرحمن حتى بايع عثمان.