وفي رواية أبي مخنف أن علياً خاف أن يجتمع أمر عبد الرحمن وعثمان وسعد فأتى سعداً ومعه الحسن والحسين فقال له: يا أبا إسحاق إني لا أسألك أن تدع حق ابن عمك بحقي أو ثؤثرني عليه فتبايعني وتدعه، ولكن إن دعاك إلى أن تكون له ولعثمان ثالثاً فأنكر ذلك فإني أدلي إليك من القرابة والحق بما لا يُدلي به عثمان، وناشده بالقرابة بينه وبين الحسن والحسين وبحق آمنة أم رسول الله ﷺ، فقال سعد: لك ما سألت؛ وأتى سعد عبد الرحمن فقال له عبد الرحمن: هلم فلنجتمع، فقال سعد: إن كنت تدعوني والأمر لك وقد فارقك عثمان على مبايعتك كنت معك، وإن كنت إنما تريد لعثمان فعلي أحق بالأمر إلي من عثمان؛ قال: وأتاهم أبو طلحة فاستحثهم وألح عليهم، فقال عبد الرحمن: ياقوم أراكم تتشاحون عليها وتؤخرون إبرام هذا الأمر، أفكلكم رحمكم الله يرجو أن يكون خليفة؟ ورأى أبو طلحة ما هم فيه فبكى وقال: كنت أظن بهم خلاف هذا الحرص، إنما كنت أخاف أن يتدافعوها.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة عن مكحول قال: لم يكن سعد في الشورى؛ قال: وحدثني ابن أبي ذئب عن الزهري قال: لم يكن سعد في الشورى.
المدائني عن عبد الله بن سلم الفهري وابن جعدبة أن عمر أدخل ابنه عبد الله في الشورى على أنه خارج من الخلافة وليس له الاختيار فقط قال أبو الحسن المدائني: ولم يجتمع على ذلك.
وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبي محنف في إسناد له قال: لما دفن عمر أمسك أصحاب الشورى وأبو طلحة يومهم فلم يُحدثوا