للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عثمان ولا ينكر ما يقال فيه، إلا زيد بن ثابت، وأبو أسيد الساعدي، وكعب بن مالك بن أبي كعب من بني سلمة من الأنصار، وحسان بن ثابت الأنصاري، فاجتمع المهاجرون وغيرهم إلى عليّ فسألوه أن يكلم عثمان ويعظه، فأتاه فقال له: إن الناس ورائي قد كلموني في أمرك، والله ما أدري ما أقول لك، ما أعرف شيئاً تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، وأنك لتعلم ما نعلم وما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، لقد صحبت رسول الله وسمعت ورأيت مثل ما سمعنا ورأينا، وما بان أبي قحافة وابن الخطاب بأولى بالحق منك، ولأنت أقرب إلى رسول الله رحماً، ولقد نلت من صهره مالم ينالا، فالله الله في نفسك، فإنك لا تبصر من عمى ولا تُعلم من جهل؛ فقال له عثمان: والله لو كنت مكاني ما عنفتك ولا أسلمتك ولا عتبت عليك أن وصلت رحماً وسددت خلة وآويت ضائعاً ووليت من كان عمر يوليه، نشدتُك الله ألم يُول عمر المغيرة بن شعبة وليس هناك؟ قال: نعم، قال: أولم يولِّ معاوية؟ فقال علي: إن معاوية مان أشد خوفاً وطاعة لعمر من يرفأ (١)، وهو الآن يبتز الأمور دونك، ويقطعها بغير علمك ويقول للناس: هذا أمر عثمان، ويبلغك فلا تُغير، ثم خرج وخرج عثمان بعده فصعد المنبر فقال: أما بعد فإن لكل شيء آفةً، ولكل أمر عاهةً، وإن آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرُونكم ما تُحبون، ويُسرون لكم ما تكرهون مثل النعام، يتبعون أول ناعق، أحبُّ مواردهم إليهم البعيدُ، والله نقمتم عليّ ما أقررتم لابن الخطاب بمثله،


(١) بهامش الأصل: يرفأ غلام عمر.