ولكنه وطئكم برجله وخبطكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له على ما أحببتم وكرهتم، وألنتُ لكم كنفي وكففت عنكم لساني ويدي فاجترأتم عليَّ، فأراد مروان الكلام فقال له عثمان: اسكت ودعني وأصحابي.
وقال الواقدي في روايته: وكان محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حُذيفة لا يفتران من التحريض على عثمان بمصر، فخرج عبد الرحمن بن عُديس البلوي، وسودان بن حمران المُرادي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وعروة بن شييم الليثي في خمسمائة، وأظهروا أنهم يريدون العمرة، وكان خروجهم في رجب، ووجه عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى عثمان بخبرهم رسولاً سار إحدى عشرة ليلة، وساروا المنازل حتى نزلوا بذي خُشب (١)، فقال عثمان: هؤلاء يُظهرون أنهم يريدون العمرة ووالله مايريدون إلا الفتنة، لقد طال على الناس عمري، ولئن فارقتهم ليتمنون يوماً من أيامي. فأتى عثمان علياً في منزله فقال له: يابن عم إن قرابتي قريبة وحقي عظيم، والقوم فيما بلغني على أن يصبحوني ليقتلوني، وأنا أعلم أن لك عند الناس قدراً وأنهم يسمعون منك، فأُحب أن تركب إليهم فتردهم على أن أصير إلى ماتُشير به وتراه ولا أخرج عن أمرك ولا أخالفك. فركب عليّ ومعه: سعيد بن زيد عمرو بن نُفيل أبو الأعور، وأبو الجهم بن حُذيفة العدوي، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، ومن الأنصار: أبو حميد الساعدي، وأبو أُسيد الساعدي، وزيد بن ثابت، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك،