ومحمد بن مسلمة - وقال بعضهم: إن عمار بن ياسر كان معهم - فكلمهم عليّ ومحمد بن مسلمة حتى انصرفوا راجعين إلى مصر، ثم لم ينشبوا أن رجعوا وادعوا أموراً، فأقسم عثمان أنه لم يفعلها.
وحدثني بكر بن الهيثم حدثني إسماعيل بن عبد الكريم، من آل منبه اليماني، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن الناس كانوا يأتون علياً لسابقته وقرابته وفضله، لا أنه أراد ذلك منهم، وكان مروان يأتي عثمان فيخبره أنه يؤلب الناس عليه ويعصب كل شيء يكون من أهل مصر وغيرهم له، وأبلغه عنه أن قوماً قدموا من مصر فاستقل عدتهم فقال لهم: ارجعوا فتأهبوا فإني باعث إلى العراق من يأتيني من أهله بجيش يُبطل الله به هذه السيرة الجائرة ويُريح من مروان وذويه، فقال عثمان: اللهم إن علياً أبى إلا حب الإمارة فلا تُبارك له فيها.
محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن جريج، وداود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن المصريين لما نزلوا بذي خُشُب بعث عثمان إليهم محمد بن مسلمة في خمسين من الأنصار أنا فيهم، فلم يزل بهم حتى رجعوا، فرأوا بعيرا عليه ميسم الصدقة وعليه غلامٌ لعثمان فوجدوا معه كتاباً أن اقتل فلانا وفلانا، فرجعوا فحصروه.
وروى أبو مخنف أن المصريين وردوا المدينة فأحاطوا وغيرهم بدرا عثمان في المرة الأولى فأشرف عليهم عثمان فقال: أيها الناس ما الذي نقمتم عليّ فإني معتبكم ونازلٌ عند محبتكم، فقالوا: زدت في الحمى لإبل الصدقة على ما حمى عمر فقال: إنها زادت في ولايتي، قالوا: أحرقت كتاب الله، قال: اختلف الناس في القراءة فقال هذا: قرآني خير من قرآنك، وقال