للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا: قرآني خير من قرآنك، وكان حُذيفة أول من أنكر ذلك وأنهاه إليّ، فجمعت الناس على القراءة التي كُتبت بين يدي رسول الله ، قالوا: فلم حرقت المصاحف، أما كان فيها يوافق هذه القراءة التي جمعت الناس عليها، أفهلاً تركت المصاحف بحالها؟ قال؛ أردت أن لا يبقى إلا ما كتب بين يدي رسول الله وثبت في الصحف التي كانت عند حفصة زوج رسول الله ، وأنا استغفر الله؛ قالوا: فإنك لم تشهد بدراً، قال: خلفني رسول الله على ابنته، قالوا: لم تشهد بيعة الرضوان، قال: بعثني رسول الله إلى مكة فصفق عني بيده، وشمال رسول الله خير من يميني، قالوا: فررت من الزحف (١) قال: فإن الله قد عفا عن ذلك، قالوا: سيرت خيارنا وضربت أبشارنا ووليت علينا سفهاء أهل بيتك، قال: إنما سيرتُ من سيرتُ من مخالفة الفتنة فمن مات منهم فارضوا بالله حكماً بيني وبينه ومن بقي منهم فردوه واقتصوا مني لمن ضربت، وأما عمالي فمن شئتم عزله فاعزلوه ومن رأيته إقراره فأقروه، قالوا: فمال الله الذي أعطيت قرابتك؟ قال: اكتبوا به عليّ للمسلمين صكاً لأعجل منه ما قدرت على تعجيله وأسعى في باقيه، إني سمعت رسول الله يقول: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث زنىً بعد إحصان أو كفر بعد إيمان، أو أن يقتل رجلٌ رجلاً فيقتل به " (٢)، ووالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام ولا قتلت نفساً بدون حقها، ولا أبتغيت بديني بدلاً مذ هداني الله للإسلام، ولا والله ما وضعت يدي على عورتي مذ بايعت رسول الله إكراماً ليده.


(١) في معركة أحد.
(٢) انظر صحيح البخاري الحديث ٦٨٧٨.