حدثني عمر بن شبه، ثنا أبو عاصم النبيل، أنبأنا عمرو بن قيس قال:
كتب الحجاج إلى الوليد:«إن قوما من أهل الشقاق والنفاق قد لجأوا إلى مكة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فيهم»، فكتب الوليد إلى خالد بن عبد الله القسري فيهم، فأخذ عطاء، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وطلق بن حبيب، وعمرو بن دينار. فأما عطاء وعمرو فخليا، وأما الآخرون فبعث بهم إلى الحجاج، فمات طلق في الطريق، وحبس مجاهد حتى مات الحجاج، وقتل الحجاج سعيد بن جبير.
حدثني عمرو بن محمد الناقد عن عبد الله بن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: أخذ خالد القسري سعيد بن جبير، وطلق بن حبيب، وحبيب بن أبي ثابت، وأصحابهم فقيدوا، فكانوا يطوفون بالبيت في قيودهم.
قالوا: وبعث إبراهيم إلى سعيد في السر: إنّ القوم لن يستحيوك فاصلب لهم.
حدثني العباس بن الوليد النرسي، ثنا عبد الواحد بن زياد عن الربيع بن أبي صالح قال: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به فبكيت فقال: ما يبكيك؟ قلت: الذي أرى بك، قال: فلا تبك فإن هذا كان في علم الله، وقرأ: ﴿ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ إلى قوله: ﴿نَبْرَأَها﴾ (١).
المدائني عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة قال: ما تكلم سعيد بشيء وذلك أنه كره المثلة.