ثم إن بقية طسم انضمّت إلى جديس باليمامة، فتوجه تبّع من اليمن، وقدم عبد كلال بن مثوب بن ذي حرث بن الحارث بن مالك بن عيدان، فقتل طسما وجديسا باليمامة، وصلب امرأة من جديس، يقال لها اليمامة بنت مرّ، على باب جوّ؛ فسميت جوّ اليمامة باسمها.
وقال حماد الراوية: منعت جديس خرجا كان عليها، فأخذت طسم بذنبهم. فقيل:
يا طسم ما لاقيت من جديس
والله أعلم.
ونزلت جاسم بالموضع الذي يدعى جاسم، بالشأم، وكانوا قليلا.
ونزل بنو تميم بين اليمن والحجاز. فدرجوا، حتى لم يبق منهم كبير أحد.
ونزلت جرهم بمكة وما حولها. وسموها صلاحا. ثم إنهم استخفّوا بحرمة البيت وأضاعوا حقّه، فوقع فيهم طاعون أهلك أكثرهم؛ حتى قويت خزاعة عليهم، وغلبت على البيت وأخرجتهم. فنزلوا بين مكة ويثرب، فهلكوا بداء يعرف بالعدسة إلا من سقط منهم في نواحي البلاد.
- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: بوّأ الله لإبراهيم مكان البيت، وهو حذو البيت المعمور الذي يدعى الصراح. فبناه إبراهيم، ومعه ابنه إسماعيل. واستعانا بأولاد جرهم بن عابر بن سبأ بن يقطن، فعملوا معهما. وكانت منازل