يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه بلاؤك وعظم فيه غناؤك، ولرب خيل للمشركين قد هزمتها، وسريّة لهم قد ذعرتها.
واستمكن شبيب من أهل العسكر فقال: ارفعوا عنهم السيف، ودعاهم إلى البيعة فبايعوه ثم هربوا من تحت ليلتهم، ودخل سفيان بن الأبرد الكلبي وحبيب بن عبد الرحمن الكوفة فيمن معهما.
وخطب الحجاج أهل الكوفة فقال: لا أعز الله من أراد العزّ بكم، لا تشهدوا معنا قتال عدونا وألحقوا بالنصارى واليهود.
وأقبل شبيب إلى الكوفة فقتل عامل سوراء (١)، وأخذ ما كان عنده من المال، وزحف إليه الحجاج نفسه ومعه سفيان بن الأبرد، فجعل أهل الكوفة يقولون:
دبوا دبيبا … واحذروا شبيبا
وسار شبيب إلى السبخة فوجّه إليه الحجاج غلمانا له فقتلهم، ووجه إليه عمارة الطويل فاستعلى عليه، فقال شبيب: قاتلني رجل ما أحسبه ولا أراه إلا طويل بني المجنون.
وأخذ أهل الكوفة بأفواه السكك وأشرعوا الرماح في وجوههم، وقاتل خالد بن عتّاب بن ورقاء الخوارج فقتل مصاد أخا شبيب وجهيزة أم شبيب وكانت قد قاتلت قتالا شديدا، وقال الناس: