الحد، فقال الخارجي: إن رسول الله ﷺ دعا الناس الى التوحيد بالله والإقرار بما نزل من عنده والعمل بما سنّ من سنّته، ولو قالوا نؤمن بما جاء من عند الله ونخالف سنّتك ما قبل ذلك منهم.
فقال عمر: فليس أحد يقول لا أعمل بسنّة رسول الله ﷺ، ولكن القوم أسرفوا على أنفسهم على علم منهم بأن الذي أتوا محرّم عليهم، ولكن غلب عليهم الشقاء.
قال: فابرأ مما خالف عمالك وردّ أحكامهم. قال: أخبرني عن أبي بكر وعمر أليسا من أسلافكم؟ قال: بلى. قال: فهل تعلمون أن أبا بكر حين قبض النبي ﷺ وارتدّت العرب قاتلهم وسبى الذراري وأخذ الأموال؟ قالا: نعم. قال: أفتعلمون أن عمر ردّ السبايا بعده الى عشائرهم بفدية فدوهم بها؟. قالا: نعم. قال: فهل برئ عمر من أبي بكر؟ قالا:
لا. قال: أفتبرؤن أنتم من واحد منهما؟ قالا: لا. قال: فأخبروني عن أهل النهر وهم من أسلافكم، هل تعلمون أنّ أهل الكوفة خرجوا فلم يسفكوا دما ولم يأخذوا مالا، وأنّ من خرج إليهم من أهل البصرة اعترضوه، وقتلوا عبد الله بن خبّاب وجاريته؟. قالا: نعم. قال: فهل برئ من لم يقتل ممن قتل واستعرض؟ قالا: لا. قال أفتبرؤن أنتم من إحدى الطائفتين؟. قالا: لا. قال: أفوسعكم أن توليتم أبا بكر وعمر وأهل البصرة وأهل الكوفة وقد علمتم اختلاف أعمالهم في الفروج والأعمال، ولا يسعني إلا البراءة من أهل بيتي والدين واحد، فاتقوا الله فإنكم جهال تقبلون من الناس ما ردّ عليهم رسول الله ﷺ، وتردون عليهم ما قبل، ويأمن عندكم من خاف عنده، ويخاف عندكم من أمن عنده، ويخاف