ثوى في قريش بضع عشرة حجة … يذكّر لو يلقى صديقا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه … فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا أظهر الله دينه … فأصبح مسرورا بطيبة راضيا
في أبيات. وقال أبو أحمد بن جحش الأعمى الأسدي:
فلو حلفت بين الصفا أم أحمد … ومروتها يوما لبّرت يمينها
لنحن الألى كنا بها ثم لم نزل … بمكة حتى عاد غثا سمينها
بها خيمت غنم بن دودان وابتنت … ومنها غدت غنم فخفّ قطينها
إلى الله تغدو بين مثنى وواحد … ودين رسول الله بالحق دينها
وقال أبو أحمد أيضا:
ولما رأتني أمّ أحمد غاديا … بذمة من أخشى بغيب وأرهب
تقول: فإمّا كنت لا بدّ فاعلا … فيمم بنا البلدان من غير يثرب
فقلت لها: لا إنّ تلك مظنة … وما يشأ الرحمن فالعبد يركب
إلى الله وجهي والرسول ومن يقم … إلى الله يوما وجهه لا يخيّب
فكم قد تركنا من حميم مناصح … وناصحة إن تنع تبك وتندب
وكم من عدو قد تركنا وراءنا … مجدّ مباد للعداوة مجلب
نمتّ بأرحام إليهم قريبة … ولا قرب للأرحام ما لم تقرّب
وأبو أحمد الذي يقول:
أبني أمية كيف أظلم فيكم … وأنا أبنكم وحليفكم في العسر
ولقد دعاني غيركم فأبيته … وأجبتكم لنوائب الدهر
وبلغ أبا أحمد أنّ أبا سفيان بن حرب باع دورهم ودار عثمان، وقضى من ثمنها دينا عليه، فقال:
أبلغ أبا سفيان عن أم … ر عواقبه ندامة
دار ابن عمك بعتها … تقضي بها عنك الغرامة