للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني خلف بن سالم المخزومي، عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن الحسن قال:

سرق ابن أبيرق درعا من حديد، ثم رمى بها رجلا بريئا. فجاء قومه إلى النبي فعذروه عنده، فأنزل الله ﷿ فيه: ﴿إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً،﴾ إلى قوله ﴿وَساءَتْ مَصِيراً﴾ (١). فلما أنزلت فيه هذه الآيات، لحق بالمشركين، فمكث بمكة زمينا، ثم نقب على قوم بيتهم ليسرق متاعهم. فألقى الله عليه صخرة فشدخته، فكانت قبره.

وروي عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة الظفري، عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر قال:

كان أهل بيت منا ذوو فاقة، يقال لهم بنو أبيرق: بشر، وبشير، ومبشّر. وكان بشر منافقا يهجو أصحاب النبي ، ثم ينحله بعض العرب، فإذا سمعه أصحاب رسول الله ، قالوا: والله ما قاله إلا الخبيث بشر.

فقال:

أو كلما قال الغواة قصيدة … أضموا (٢) وقالوا ابن الأبيرق قالها

متغضّبين كأنني أخشاهم … جدع الإله أنوفهم فأمالها

قال: فابتاع رفاعة بن زيد بن عامر، عمي، جملا من درمك (٣) من ضافطة (٤) قدمت من الشأم. وإنما كان طعام الناس بالمدينة الشعير والتمر.

فكان الموسر منهم يبتاع من الدرمك ما يخصّ به نفسه. فجعل عمي ذلك


(١) - سورة النساء - الآيات:١٠٥ - ١١٥.
(٢) - أضمى: انتفخ غضبا: القاموس.
(٣) - الدرمك: دقيق الحواري. القاموس.
(٤) - الضافطة: الابل الحمولة والرفقة العظيمة. القاموس.