للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحر جزورا فأطعمها الناس، فقال له رسول الله : «يا طلحة أنت الفياض».

وحدثني عبد الواحد بن غياث البصري، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ داود بن أبي هند عن محمد بن عباد المخزومي أن قريشا قالت قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد وليه ليأخذه، فقيضوا لأبي بكر طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في قومه أو قال في القوم فقال: يا أبا بكر قم. فقال أبو بكر: إلى أي شيء تدعوني؟ قال: أدعوك إلى اللات والعزى فقال أبو بكر:

وما اللات والعزى؟ قال: بنات الله. قال: فمن أبوهما؟ فسكت طلحة فلم يجبه وقال لأصحابه: أجيبوه فأسكت (١) القوم، فقال طلحة: قم يا أبا بكر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ (٢).

وذكر الواقدي في إسناده: لما ارتحل رسول الله من الخرار (٣) في هجرته إلى المدينة لقيه من غد ذلك اليوم طلحة بن عبيد الله جائيا من الشام في عير فكسا رسول الله وأبا بكر من ثياب الشام، فخبّر رسول الله باستبطاء أهل المدينة لقدومه وتوقعهم إيّاه، فعجل رسول الله بالسّير وأغذّه، ومضى طلحة إلى مكة فقضى حوائجه، ثم خرج بعد ذلك مع آل أبي بكر، وهو الذي قدم بهم إلى المدينة فنزل على سعد بن زرارة، وآخى


(١) بهامش الأصل: يقال سكت الرجل وأسكت.
(٢) سورة الزخرف - الآية:٣٦.
(٣) الخرار: واد من أودية المدينة. المغانم المطابة.