للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وآخى بينه وبين أبيّ بن كعب (١).

وقال الواقدي: بعث رسول الله طلحة وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسسان (٢) خبر عير قريش التي كان القتال بسببها يوم بدر، فقدما المدينة في اليوم الذي كانت فيه الوقعة، وخرجا يريدان رسول الله ، ولقياه وهو منحدر من بدر يريد المدينة، ولم يحضرا بدرا، فأسهم لهما رسول الله ، وأسهم لعثمان بن عفان، وكان قد تخلف على رقية بنت رسول الله .

وقال الواقدي: شهد طلحة وقعة أحد مع رسول الله ، فثبت مع من ثبت من الناس حين ولى المسلمون، وبايعه على الموت، فرمى مالك بن زهير الجشمي رسول الله ، فاتقاه طلحة بيده، فأصاب السهم خنصره فشلت، فقال حين أصابته الرمية: حسّ. فقال رسول الله : «لو قال بسم الله لدخل الجنة والناس ينظرون إليه». قال: ويقال إن الذي رمى النبي حبّان بن العرقة، وأصابت رأس طلحة يومئذ المصلبة (٣) ضربه رجل من المشركين ضربتين وهو مقبل، وأخرى وهو معرض فنزف منهما، وكان ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير، من ولد محارب بن فهر يقول:

أنا ضربته يومئذ، وشهد طلحة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ، وأسلم ضرار يوم الفتح ومات بالشام غازيا.


(١) طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٢١٥ - ٢١٦.
(٢) التحسس: الاستماع لحديث القوم وطلب خبرهم في الخير، والحاسوس، الجاسوس - أو هو في الخير، وبالجيم في الشر. القاموس.
(٣) أي صارت الضربة كالصليب. النهاية لابن الأثير.