قتل منكم فهو شهيد. والتفّت سيوف المسلمين على أبي «حذيفة بن اليمان»، وهو حسيل بن جابر، فقتل، وحذيفة يقول:«أبي أبي». ثم قال: ﴿يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ (١). ويقال إن الذي أصابه عتبة بن مسعود، فوهب حذيفة دمه للمسلمين. ويقال إنّ النبي ﷺ أمر بديته أن تخرج.
وأظهر المسلمون الشعار بعد، فكفّ بعضهم عن بعض.
- وقال الواقدي، حدثني ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل قال:
لم يمدّ رسول الله ﷺ يوم أحد بملك واحد.
قال: وحدثني معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:
حضرت الملائكة ولم تقاتل لما كان من المسلمين.
- قالوا: وادّعى ابن قميئة قتل رسول الله ﷺ، وذلك أنه كان علاه بالسيف فلم يقطع، ونادى: قتلت محمدا. فقال له أبو سفيان: إذن نسوّرك كما تفعل الأعاجم. فقال خالد بن الوليد: كذب ابن قميئة، رأيت محمدا في نفر من أصحابه مصعدين في الجبل. فقال أبو سفيان: كذب ابن قميئة.
وقاتل رسول الله ﷺ يوم أحد قتالا شديدا، فرمى بالنبل حتى فنيت نبله، وتكسرت سية قوسه، وانقطع وتره.
- قالوا: وكان الرماة المذكورون من أصحاب النبي ﷺ: سعد بن أبي وقاص، فرمى مالك بن زهير فأصاب عينه وخرج السهم من قفاه؛ فقتله الله، والسائب بن عثمان بن مظعون، والمقداد بن عمرو البهراني وزيد ابن حارثة مولى النبي ﷺ، وحاطب بن أبي بلتعة؛ وعتبة بن غزوان،