شتير بن عنبة بن خالد بن نفيل، لقي رجلا من ضبة يقال إنه حصين بن ضرار فأراد شتير أسره فعجل رجل ممن معه فرماه فقتله، وبلغ الخبر ضرار بن عمرو فركب فيمن معه من قومه فسأل عن بني كلاب فأخبر أنهم بغول، وهي من بلاد بني عامر، فأغار عليهم فاقتتلوا فأسر شتير بن خالد، وقتل ابن عم له، وقدم ضرار شتير فضربت عنقه، ويقال إنه قتله عبد الحارث بن ضرار، فقال الفرزدق:
وهنّ على خدّي شتير بن خالد … أثير عجاج من سنابكها كدر
(١) فولد حصين بن ضرار بن عمرو: زيد الفوارس بن حصين بن ضرار، وأمه زهرة بنت سويد، ضبيّة، وهرثمة بن حصين وهو أخو زيد لأمه أسرته بنو قيس بن ثعلبة ففداه أخوه زيد، وأدرك الاسلام وهاجر إلى البصرة، وولده بالبصرة كثير.
فقال الذي أسر هرثمة:
أهرثم لا منّا عليك ولا فدى … أودت ولكن كنت للود راعيا
حبوت بها زيدا على بعد داره … وما أمّلت نفسي هناك الأمانيا
ويقال إنه بعث به إلى زيد أخيه بلا فداء.
وأما زيد الفوارس بن حصين بن ضرار صاحب محرّق، وخبره أن محرقا الغساني، وهو الحارث بن عمرو بن عامر أخو جفنة بن عمرو، وسمي محرقا لأنه أول من أحرق وعذب بالنار، وكان حرق نخلا باليمامة، جمع جيشا عظيما من أحياء العرب، إياد وغيرها، فمر ببني تميم فاستقبلوه وأعطوه الأتاوة، وهي من كل رجل للسنة جراب من أقط، ونحي من