سمن، وجزّة من صوف، وكبش، ثم مر ببني ضبة فأرادهم على أن يؤدوا مثل ذلك فأبوا ونادوا فيمن غاب عنهم من قومهم فاجتمعوا، وشهد ذلك اليوم زيد الفوارس بن حصين بن ضرار، فاقتتلوا مليا من النهار أشد قتال:
فأسر زيد الفوارس محرّقا وأسر هنيء بن حبيش بن دلف أخا محرق، ويقال أسره حبيش نفسه، فلبثا فيهم أياما ثم قدّمهما زيد الفوارس فقتلهما واستنقذ قوما من طيّئ كانت لهم به حرمة، وضرب يومئذ زيد على شماله وعلى رجله فلذلك عزم على قتل محرق وأخيه، وفي ذلك يقول ربيعة بن مقروم الضبي الشاعر:
ويوم تخمط الملك ابن عمرو … كسونا رأسه عضبا شنينا
وقال الفرزدق:
ومحرقا جمعوا إليه يمينه … بصفاد مغتصب أخوه مكبل
ملكين يوم بزاخة قتلوهما … وكلاهما تاج عليه مكلل
(١) ويقال لهذا اليوم يوم بزاخة، ولم يجتمع سعد بن زيد مناة بن تميم والربّاب على أحد غير زيد الفوارس.
قالوا: وغزا بنو سعد ومعهم بنو ضبة والرّباب ورئيسهم زيد الفوارس، بني بكر بن وائل بالخوع فنذرت بهم بكر فاقتتلوا قتالا شديدا، فبينا هم يقتتلون اثبت المسلب أحد بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر زيد الفوارس فقصد له فرماه فقتله، وهزموا بكر بن وائل بعد مقتل زيد وقتلوا المسلب قاتل زيد وقتلوا أخاه أبا عمرو، وقتلوا عمرو بن همام، فقال رجل من ضبة.