للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتغشى السلطان فتقعد ناحية، فقال: لأن أقعد فأقرّب أحب إلي من أن أقرب فأبعد.

وقالت بنو تميم للأحنف: منتنا عليك أعظم من منتك علينا لأنا سوّدناك، فقال: ما أعظم منتكم جزاكم الله خيرا، وهذا شبل بن معبد البجلي ليس بالمصر من قومه غيره فمن سوّده؟! المدائني عن بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة قال: قال الأحنف، وهو بصفين مع علي : ويل للعرب إن غلبنا أو غلبنا، قيل:

وكيف ذاك يا أبا بحر؟ قال: إن غلبنا لم يعمل إمام بمعصية إلا قتل وإن غلبنا لم يعج (١) إمام عن معصية.

المدائني عن عبد الرحمن بن عبيد الله أن الأحنف قال: لا يزال العرب بخير ما تذاكروا الأحساب وأحيوها، وأخذوا بصالح ما كان عليه سلفهم وأغلظوا ولم يكونوا فوضى، وتعايروا الدناءة، وأقالوا الأحياء، وأعفوا الأموات ولم يعدّوا الحلم ذلا.

المدائني عن مسلمة قال: قال رجل للأحنف: لم أرك يا أبا بحر تمس الحصا. قال: ما في مسه أجر، ولا في ترك مسه وزر.

المدائني عن عبد الله بن فائد ومسلمة قالا: قال الأحنف بن قيس:

من كثر مزاحه ذهبت مروءته، ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته، ومن أكثر من شيء عرف به.

قالوا: وذكر رجل من بني تميم عند الأحنف بعيب وتمني موته، فقال


(١) عج: صاح ورفع صوته، والناقة زجرها. القاموس.