للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راحة، ولا لسيئ الخلق سؤدد. ولا لملول وفاء.

المدائني عن إدريس بن قادم عن عمر بن ميمون أن الضحاك بن قيس الفهري قال لمعاوية، وقد أخذ الناس مجالسهم، وكان ذلك بأمر معاوية:

يا أمير المؤمنين اجمع شمل هذه الأمة بيزيد فإنه أفضلنا حلما، وأحكمنا علما، فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين: اعص من يأمرك ويشير عليك، ولا ينظر لك، فإنك أعلم بالجماعة، وأعرف بالاستقامة، فضحك معاوية وقال: حسبك رحمك الله، ويقال إنه قال له: أنت أعلم بليل يزيد ونهاره منا، وإنا نخافكم إن صدقناكم، ونخاف الله إن كذبناكم، فأسكت معاوية.

وروى حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن رجل قال: رأيت الأحنف يطوف أيام مسعود فيقول: إنكم تلقون عدوكم فأصدقوهم، فإنهم يألمون كما تألمون.

المدائني عن أبي إسحاق قال: ذكروا عند الأحنف رجلا فقالوا: كان سخيا، ثم شحّ، فقال رجل يعذره، والله ما شحّ ولكن قعد به ذهاب ماله، فقال الأحنف: إن المروءة لا تستطاع إذا لم يكن ما لها فاضلا.

المدائني عن جهم بن حسان قال: كان الأحنف يقول وابن خازم والحريش يقتتلان بخراسان: اللهم اجعل شغل قومي بمحاربة المشركين.

وقال حين قتل ابن خازم أهل فرنبا (١): قبح الله رأي ابن خازم قتل رجالا من بني تميم، لو قتل رجل منهم به لكان وفاء فقتلهم بابنه صبي وغد أحمق لا يساوي علقا.


(١) كذا بالأصل، ولعل الصحيح فرنباذ، وفرنباذ قرية كبيرة بمرو على خمسة فراسخ، اللباب لابن الأثير.