ثمانين سنة. وكانت سودة قد لزمت بيتها، فلم تحجّ إلى أن توفيت. وذلك أن رسول الله ﷺ لما حجّ بنسائه، قال:«هذه الحجة، ثم طهور الحصر».
وحدثني عمر بن عبد الرحمن العمري، ثنا مطرف بن عبد الله مولى أسلم، ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد ان ابن وليدة زمعة منه، وقال: اقبضه إليك. فلما كان عام الفتح، أخذه سعد وقال: ابن أخي؛ قد كان عهد إليّ فيه. فقام إليه عبد بن زمعة، فقال:«أخي، ابن وليدة أبي، ولد على فراشه». فتساوقا إلى رسول الله ﷺ. فقال سعد: يا رسول الله، إن أخي عهد إليّ فيه. وقال عبد بن زمعة: أخي، وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فقال رسول الله ﷺ: هو لك، يا عبد بن زمعة. وقال ﷺ:«الولد للفراش، وللعاهر الحجر». ثم قال لسودة بنت زمعة:
«احتجبي منه»، لما رأى من شبهه بعتبة. فما رآها حتى لقي الله ﷿. (١).
وحدثني مصعب بن عبد الله، عن أبيه، عن مالك، عن عروة، عن عائشة بنحوه.
لما هلكت خديجة، جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، فعرضت على رسول الله ﷺ التزويج. فقال: بمن؟ قالت: بسودة وعائشة. وكانت سودة مسلمة. فزوّجها إياه أبوها وهو شيخ كبير. وسالف رسول الله ﷺ، من قبل سودة، حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس، من