للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على كل اسطوانة رجلا يصلي صلاة الليل في شهر رمضان، فإذا كبّر الإمام كبّر الذي يليه ثم الذي يليه حتى يصل التكبير إلى البصرة والكوفة، فيصلّون بصلاته فلما بلغه خروج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث تطيّر، فبنى واسط (١) القصب، وسماها واسط لأنها من البصرة والكوفة والمدائن والأهواز ببعد واحد، وكان إحداثه إياها في سنة ثلاث وثمانين، ويقال في سنة أربع وثمانين، وبنى مسجدها وقصره فيها والقبة الخضراء، وكانت أرض قصب فسميت واسط القصب.

وقال رقبة بن مصقلة العبدي: لما نزل الحجاج واسط كان يأذن في كل يوم مرتين وأكثر.

وأمر الحجاج ثولاء بن نعيم أن يقتل عدي بن خصفة العبدي، وكان صالحا فغيّب عنه، ثم ذبحه على رأس حرف سفينة فسقط رأسه في الماء فهرب نوتي، ولقي شرا.

المدائني قال: لما احتضر الحجاج قال: والله لئن كنت على ضلالة لبئس حين المفزع ولئن كنت على هدى لبئس حين المجزع.

وقال ليزيد بن أبي مسلم: إذا متّ فلا تكتم أمري ومر من ينادي بموتي، وأخرجني من باب الزابي فإذا فرغت من دفني فأجر الماء على قبري، ثم أثره بالبقر، وليكن الحفر عميقا.

المدائني عن سفيان عن أبي عون قال: رأى الحجاج رجلا قد قلد بدنته فقال: هذا قد أحرم فسئل سعيد بن جبير، فقال: صدق.


(١) بهامش الأصل: بناء واسط.